الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١٤٤
ومنهم من جعل عوده الفلك زمانا أي دوره واحده (1) فهذه هي المذاهب المسلوكة في الاعصار السابقة في ماهية الزمان التي أحصاها في الطبيعيات وذهب أبو البركات البغدادي إلى أن الزمان (2) مقدار الوجود والأشاعرة من المتكلمين انتحلوا ثالث تلك المذاهب ومن الذاهبين إلى الرابع من تخيل للزمان وجودا مفارقا على أنه واجب الوجود بذاته واليه ذهب جمع من متقدمة الفلاسفة ومنهم من يضع ادراجه في الطبائع الإمكانية لكن لا على أن يعتريه تعلق بالمادة بل على أنه جوهر مستقل منفصل الذات عن المادة وهذا الرأي منسوب إلى أفلاطون الإلهي وبعض أشياعه ومشرع الفريقين استحالة ان يقع تغير في ذات الزمان والمدة أصلا ما لم يعتبر نسبه ذاته إلى المتغيرات فليس ذاته ان لم يقع فبها شئ من الحركات والتغييرات لم يكن فيها الا الدوام والسرمد وان حصلت لها قبليات وبعديات لا من جهة التغير في ذات الزمان والمدة بل من قبل تلك المتغيرات ثم إن اعتبرت نسبته إلى الذوات الدائمة الوجود المقدسة عن التغير سمى من تلك الجهة بالسرمد وان اعتبرت نسبته إلى ما فيه الحركات والتغيرات من حيث حصولها فيه فذلك هو الدهر الداهر (3)

(1) أبطله الشيخ بان كل جزء زمان زمان وجزء الدورة ليس بدوره س ره (2) جل الوجود وحاشاه عن ذلك فان الوجود الذي كان الجسم المتقدر أحد قوابله وحركه المتقدرة أحد مجاليه ولا ميز فيه بذاته ومجالية الأخرى ليست متقدرة ومنها المفارقات التي سبقت الأحياز والأوقات والأوضاع والجهات ومرتبة من الوجود مجرده من المجالي والمظاهر كيف يكون له مقدار وان أراد نحوا من الوجود أي فردا من الموجود فهو قدر حركه وليت شعري ما الداعي للعدول عن عبارتهم فتبا لمعرفة هؤلاء المنتسبين إلى العلم س ره (3) أي من حيث مخاطبتها جميعا له دفعه واحده هذا إذا أريد به الدهر اللغوي بقرينة وصفه بالداهر ويكون المراد اعتبار النسبة بين الجميع في السلسلة العرضية الزمانيي فحينئذ كان الدهر المصطلح داخلا في العبارة الأولى س ره.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست