ومنهم من جعل عوده الفلك زمانا أي دوره واحده (1) فهذه هي المذاهب المسلوكة في الاعصار السابقة في ماهية الزمان التي أحصاها في الطبيعيات وذهب أبو البركات البغدادي إلى أن الزمان (2) مقدار الوجود والأشاعرة من المتكلمين انتحلوا ثالث تلك المذاهب ومن الذاهبين إلى الرابع من تخيل للزمان وجودا مفارقا على أنه واجب الوجود بذاته واليه ذهب جمع من متقدمة الفلاسفة ومنهم من يضع ادراجه في الطبائع الإمكانية لكن لا على أن يعتريه تعلق بالمادة بل على أنه جوهر مستقل منفصل الذات عن المادة وهذا الرأي منسوب إلى أفلاطون الإلهي وبعض أشياعه ومشرع الفريقين استحالة ان يقع تغير في ذات الزمان والمدة أصلا ما لم يعتبر نسبه ذاته إلى المتغيرات فليس ذاته ان لم يقع فبها شئ من الحركات والتغييرات لم يكن فيها الا الدوام والسرمد وان حصلت لها قبليات وبعديات لا من جهة التغير في ذات الزمان والمدة بل من قبل تلك المتغيرات ثم إن اعتبرت نسبته إلى الذوات الدائمة الوجود المقدسة عن التغير سمى من تلك الجهة بالسرمد وان اعتبرت نسبته إلى ما فيه الحركات والتغيرات من حيث حصولها فيه فذلك هو الدهر الداهر (3)
(١٤٤)