مادة حكمها حكم الهيولى الأولى فان جهة القوة والنقص راجعه إلى معنى واحد (1) فهي أيضا انما تتحصل وتتقوم بالصورة المقترنة بها الا ان تحصلها أتم من تحصل الهيولى الأولى لأنه تحصل بعد تحصل سابق وكل صوره يتحصل بها مادة فتلك الصورة أقدم ذاتا من مادتها من جهة حقيقتها الأصلية واما من جهة تشخصها المادي فيتحد بها المادة وتتعدد بتعددها وتتحدد بتحددها لست أقول من جهة استعدادها السابق إذ استعدادها يقابلها ولا يتحد بها في الوجود نعم ربما كان كل استعداد لشخص لاحق من أشخاص طبيعة مستلزما لشخص آخر من أشخاصها سابق على هذا الشخص زمانا لا على استعداده الا سبقا ذاتيا كما علمت من حال الهويات المتجددة المتقضية وبالجملة لا يلزم مما ذكر مما ذكر قدم شئ من الهيوليات أصلا وقد أشرنا إلى أن لكل طبيعة جسمانية حقيقة عند الله موجودة في علمه وهي بحقيقتها (2) العقلية لا يحتاج إلى مادة ولا استعداد أو حركه أو زمان أو عدم أو حدوث أو امكان استعدادي ولها شئونات وجودية كونية متعاقبة على نعت الاتصال وهي بوحدتها الاتصالية لازمه
(١٣٧)