وهكذا إلى أن ينتهى العلل إلى هويه خاصه بزمان معين لذاته وهويته لا بأمر زائد لان الكلام في الأسباب الموجبة التي لا يجوز فيها التسلسل إلى غير نهاية وحاصل الكلام انه كما أن للوجود حقائق مختلفة لذواتها (1) وقد يختلف أيضا بعوارض لاحقه بعد اتفاق المعروضات في نوعيتها الأصلية (2) مثال الأول وجود الحق ووجود الملك ووجود الشيطان ووجود الانسان ووجود النار ووجود الماء فان كلا منها يتميز عن غيره بحقيقة ذاته ولكل منها مقام ومرتبة لذاته لا يوجد فيها وغيره مثال الثاني وجود زيد ووجود عمرو وغيرهما من افراد الناس فان اختلافهم ليس الا بأمر زائد على الانسانية وكذا افراد حقيقة الفرس وكذا حكم سوادات متعددة لها مرتبه واحده منه في الشدة والضعف وكذا الاعداد من البياض التي لها مرتبه واحده منه فان امتياز وجود الانسان عن الفرس ووجود السواد عن البياض وان لم يكن بأمر زائد على حقيقة شئ منها ولكن امتياز اعداد كل منها بعضها عن بعض انما هو بعوارض زائدة على وجود الحقيقة الأصلية وقد ظهر لك هذان الوجهان من اختلاف الوجودات فاعلم أنه ربما كانت في الحقائق الوجودية المتميزة بذاتها لا بجعل جاعل يجعلها كذلك بل بجعل بسيط يجعل نفس هويتها هويه واحده ذات شؤون متجددة متخالفة بالتقدم والتأخر الذاتيين الذين لا يجامع القليل البعد لذاتها لا بقبلية زائدة وبعدية زائدة بل بنفس هويات الاجزاء المتقدمات والمتأخرات المتفاوتة في القبلية والبعدية وذلك كالزمان المتصل عند القوم (3) فان له عندهم
(١٣٩)