الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١٢١
نعت الاتصال التدريجي.
وقال أيضا في التعليقات طبيعة الفلك من حيث إنه طبيعة الفلك تقتضي الأين الطبيعي والوضع الطبيعي لا أينا مخصوصا (1) فيكون النقل منه قسرا.
وقال أيضا هذه الأوضاع والأيون كلها طبيعية له انتهى أقول لما خرج من هذا الكلام ان كل وضع من أوضاع الفلك طبيعي و كل أين من أيونه طبيعي ومع كونه (2) طبيعيا ينتقل منه إلى غيره فلا يستقيم ذلك الا بان يكون طبيعة الفلك أمرا متجدد الذات ذا وحده جمعية وكثرة اتصالية وكذا ما يقتضيه من الأوضاع والأيون وسائر اللوازم وهذا وان لم يكن يذهب إليه الشيخ ومتابعوه الا انه الحق الذي لا محيص عنه والذي (3) يناسب آرائهم ان طبيعة

(1) تعدد الأيون في الفلك باعتبار الأوضاع أو الأزمنة والا فمعلوم وحده أينة و ان لا حركة أينية فيه س ره (2) احقاق للحركة الجوهرية بقواعدهم المقررة عندهم فان الأين الطبيعي والوضع الطبيعي لا يتعدد ولا يكونان مهروبا عنهما فالمحيص ان يكون الطبيعة متجددة الذات حتى يكون كل درجه من الوضع والأين بإزاء درجه من الطبيعة وكل منهما أي الطبيعة واثرها بوجه آخر واحد إذ باعتبار التوسط واحد مستمر وباعتبار القطع واحد متصل والاتصال الوحداني مساوق للوحدة الشخصية ولك ان تقول الانتقال من الوضع في الفلك مع كونه طبيعيا غير قسري للإرادة التي للنفس الفلكية وبهذا أي كون كل وضع يطلب يهرب عنه وبالعكس يستدل على كون حركه الفلك إرادية وإن كان الفاعل المباشر بكل حركه هو الطبيعة ولهذا نقل عن المعلم الأول أنه قال في موضع ان حركه الفلك طبيعية س ره (3) حتى يرتبط المتجدد المتكثر من الأوضاع إلى الثابت الواحد الذي هو الطبيعة فان الوضع المطلق لا تجدد ولا تكثر فيه وهذا كقولهم ان شان الحس المشترك هو الاحساس بالصورة ثم إن الصورة في نفسها مختلفة فشأنه ليس الا واحدا وكذا في القوى الاخر وأيضا حتى لا يتوجه عليهم في الفلك ما مر ان تجدد الاعراض كاشف عن تجدد مبدئها القريب وأيضا حتى لا يكون الأين الطبيعي ولا الوضع الطبيعي متعددا لان تعددهما غير جائز س ره.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست