إلى اجزائه المتقدمة والمتأخرة نسبه واحده ويفعل الزمان وما معه فعلا واحدا ويكون علة حدوثه وعلة بقائه شيئا واحدا إذا الشئ التدريجي الغير القار بالذات بقاؤه عين حدوثه وقد علمت من طريقتنا ان كل جسم وكل طبيعة جسمانية و كل عارض جسماني من الشكل والوضع والكم والكيف والأين (1) وسائر العوارض المادية (2) أمور سائله زائلة اما بالذات واما بالعرض ففاعل الزمان على الاطلاق لا بد وأن يكون أمرا ذا اعتبارين وله جهتان جهة وحده عقلية وجهه كثره تجددية فبجهة وحدته يفعل الزمان بهويته الاتصالية وبجهة تجدده ينفعل تارة عنه ويفعل أخرى بحسب هويات اجزائه المخصوصة وذلك الامر هو نفس الفلك الأقصى التي لها وجهان فالطبيعة العقلية أعني صورتها المفارقة جهة وحدتها و الطبيعة الجسمانية الكائنة جهة كثرتها وتجددها فنفس الجرم الأقصى فاعل الزمان ومقيمة وحافظة ومديمة وبه يتجدد (3) ويتعين الزمانيات وبجرمه يتجدد الجهات والمكانيات بمثل البيان (4) المذكور إذ كل جرم شخصي كما يفتقر إلى الزمان و حركه في امكانه الاستعدادي وحدوثه التجددي كذلك يحتاج في مكانه ووضع جهته إلى ما يحيط به ويعين حيزه فكيف يتقدم عليها طبعا (5) فان هذه الأمور كما أشرنا إليه اما من مقومات الشخص أو من لوازم وجوده ولوازم الوجود كلوازم
(١٢٣)