فمن جهة وجوده ودوامه يحتاج إلى فاعل حافظ يديمه ومن جهة حدوثه وانصرامه يحتاج إلى قابل يقبل امكانه وقوه وجوده فلا محاله يكون جسما أو جسمانيا وأيضا له وحده إتصالية وكثرة تجددية فمن حيث كونه أمرا واحدا يجب ان يكون له فاعل واحد وقابل واحد إذ الصفة الواحدة يستحيل ان يكون الا لموصوف واحد من فاعل واحد ففاعلة يجب ان يكون متبري الذات عن المادة وعلائقها والا لاحتاج في تجسمه وتكونه المادي لتجدد أحواله كما علمت إلى حركه أخرى (1) وزمان آخر ومادة سابقه وعدم قائم بها وقابله يجب ان يكون أقدم الطبائع والأجسام وأتمها إذ الزمان لا يتقدم عليه شئ غيره هذا التقدم فقابله يستحيل (2) ان يتكون من جسم آخر أو يتكون منه جسم آخر والا لانقطع اتصال الزمان (3) فيكون قابله تام الخلقة غير عنصري ولا يكون في طبيعته حركه مكانية ولا حركه كميه كالنمو والذبول والتخلخل والتكاثف ولا استحالة كيفية لأن هذه الأشياء توجب انصرامه وانقطاعه وتسقط تقدمه على سائر الأجرام (4) واما من جهة كونه ذا
(١١٧)