قدرته وأمره المعبر عنه تارة بالعلم التفصيلي وتارة بالصفات عند قوم وأخرى بالملائكة عند آخرين وبالصور الإلهية عند الافلاطونيين وللناس فما يعشقون مذاهب وأيضا لو تقدم على الزمان وحركه شئ هذا التقدم التجددي لكان عند وجوده عدمها وكل معدوم قبل وجوده كان حين عدمه ممكن الوجود إذ لو لم يسبقه امكان لكان اما واجبا أو ممتنعا وكلاهما يوجب انقلاب الحقيقة لسبق العدم ولحوق الوجود وذلك مستحيل وموضوع امكان حركه لا بد وأن يكون من شانه حركه كما مر ولكن لا يكون الا جسما أو جسمانيا وكل ما من شانه ان يتحرك فإذا لم يوجد حركته فاما لعدم علته أو لعدم شئ من أحوال علته أو شرائطها التي بها تصير محركه فإذا وجدت حركه فلحدوث علة محركه والكلام في حدوث العلة للحركة كالكلام في حدوث تلك حركه وهكذا إلى لا نهاية فالأسباب المترتبة ان وجدت مجتمعه معا أو متعاقبة على التوالي وكلاهما محال عندنا (1) وعند محققي الفلاسفة اما الأول فلقواطع البراهين كالتطبيق والتضايف وبرهان الحيثيات و برهان ذي الوسط والطرفين وغيرها ومع ذلك فجميعها بحيث لا يشذ عنها شئ حادثه لا بد لها من علة حادثه واما الثاني فلان كل واحد منها لو كان موجودا في آن واحد بالفعل يتلو بعضها بعضا يلزم تتالي الآنات وتشافع الحدود وستعلم استحالته في نفى الجواهر الفردة وما في حكمها وإن كان كل منها في زمان غير زمان صاحبه فان كانت أزمنتها منفصله منقطعة بعضها عن بعض فلا وجود لها
(١٢٥)