الا متدرج الحصول لست أقول ان ماهيته تقتضي التجدد والانقضاء مع قطع النظر عن امر زائد عليها حتى يستشكل أحد فيه بانا قد نتصور طبيعة من الطبائع الجسمانية بماهيتها ولا يخطر ببالنا التجدد والانقضاء والحدوث كما لا يخطر ببالنا الدوام والبقاء لها فكيف يكون من الصفات الذاتية أو المقومة لها وذلك لان مبنى ما أورده على الاشتباه بين ماهية الشئ ووجوده لان حقيقة الوجود لا تحصل في الذهن لما عرفت مرارا من أنه متشخص بذاته وكل ما يحصل في الذهن يقبل الاشتراك والعموم فلو حصل الوجود متمثلا في الذهن لكان الجزئي كليا والخارج ذهنا والوجود ماهية والكل ممتنع تنبيه فيه تنوير واعلم أن كثيرا من الموجودات ليس معقولة مماثلا لمحسوسة أو متخيلة وذلك مثل (1) الزمان وحركه والدائرة و القوة فان هذه الأشياء ليست معقولاتها كمحسوساتها ومتخيلاتها وكذلك المقادير والتعليميات كالجسم التعليمي فان نحو وجوده عبارة عن خصوص المقدار المساحي سواء كان في مادة وطبيعة مخصوصة أو كان في الخيال منفصلا عن مادة وطبيعة مخصوصة ليس له حظ من الوجود المعقول إذ كل معقول فهو كلي والكلي لا يكون ممتدا
(١٣٢)