ولا لأزمنتها لا خارجا ولا ذهنا وما لا وجود لها لا ذهنا ولا خارجا فلا ترتب بينها ولا سببية لبعضها بالقياس إلى بعض آخر وانما قلنا لا وجود لها في الخارج لان الموجودة من الزمان ليس فيه أمور منفصله بل الموجود منه امر متصل شخصي كما مر وانما قلنا لا وجود لها في الذهن فلاستحالة استحضار الوهم أزمنة وزمانيات متكثرة غير متناهية بالعدد وعلى تقدير استحضاره لا يكون مطابقا لما في العين فيكون ذهنا كاذبا والكلام في أسباب وجود الشئ الواقع في نفس الامر وإن كان ترتبها كترتب حركه بعد حركه وزمان بعد زمان على نعت الاتصال والاستمرار فالمتصل (1) بالذات على نعت التجدد هو وجود الطبيعة الجوهرية التي هي صوره الجسم والجسم بقوته الاستعدادية مادتها واتصالها هو حركه بمعنى القطع و مقدار هذا الاتصال هو الزمان واما الامر المستمر الدائم منها فهو أصلها وسنخها المتوسط ابدا بين حدودها واجزائها التي هي أيضا جزئياتها بوجه والآن السيال الذي بإزائه ما نسبته إلى الزمان نسبه التوسط من حركه إلى الامر المقطوع المتصل منها فهاهنا امر عقلي (2) هو جوهر فعال واحد ذو شؤون غير متناهية كما في قوله تعالى كل يوم هو في شان فذلك الامر لا يمكن ان يكون جسما أو جسمانيا لما علمت مرارا ان كل جسم أو جسماني واقع تحت الزمان وحركه فهو اما نفس
(١٢٦)