الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١١٠
الطبيعة واما الشئ القابل للخروج فهي المادة واما المخرج فهو جوهر آخر ملكي أو فلكي واما قدر الخروج فهو الزمان فان ماهيته مقدار التجدد و الانقضاء وليس وجوده وجود امر مغاير للحركة على قياس الجسم التعليمي بالنسبة إلى الجسم الطبيعي كما سيجئ من الفرق بينهما بالتعين الامتدادي وعدمه.
واما رابعا فقولك هذا احداث مذهب لم يقل به حكيم كذب وظلم فأول حكيم قال في كتابه العزيز هو الله سبحانه وهو أصدق الحكماء حيث قال وترى الجبال تحسبها جامد وهي (1) تمر مر السحاب وقال بل هم في لبس من خلق جديد وقوله (2) إشارة إلى تبدل الطبيعة يوم تبدل الأرض غير الأرض وقوله تعالى فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا اتينا طائعين وقوله كل اتوه داخرين وقوله على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون وقوله ان

(1) أي تتبدل الجبال بتجدد الأمثال بالحركة الجوهرية أو تتبدل على سبيل الاستكمال وتترقى طولا إلى أن تصل إلى الغايات بالوفود على باب الأبواب الذي هو الحضرة الآدمية الكاملة وذلك بالحركات الأينية والجوهرية إلى مقام النبات والحيوان وهلم إلى الانسان بالفعل في الأدوار والأكوار لعدم انقطاع فيض الله س ره (2) بتجدد الأمثال هنا وبالتبدل طولا إلى المدنية والنباتية وهكذا بناءا على أن يوم القيمة يوم كل الأيام الدهرية والزمانية مشمولة له وكذا تبدل الأرض الطبيعية إلى الأرض المثالية والأخروية في يوم برزخي تطابق العقل والشرع في أنه أول القيامة وان هذا التبدل يسميه الشرع أول الحشر والتبدلات الأخرى قبل هذا وان سماها البرهان حشرا لأنها توجهات إلى الغاية الا ان الشرع لا يسميها به وكذا القول في السماوات وتبدلاتها الطولية من تحول هيولاها إلى الجسمية ثم إلى النوعية ثم إلى النفس المنطبعة ثم إلى النفس الكلية ولكن كل ذلك بلا تجاف عن المقام الاخر ثم إنه مع هذه التحولات التي بعضها في غاية التباعد لا ينثلم الوحدة الشخصية في المتبدل للاتصال الوحداني و لوجود الأصل المحفوظ كوجه الله الباقي ولأن التشخص هو بالوجود س ره.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست