الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١٠٩
وجود التجدد والانقضاء ولها ماهية قاره.
وثالثا ان حركه عبارة عن خروج الشئ من القوة إلى الفعل تدريجا (1) لا الشئ الخارج عنها إليه وهو معنى نسبي والأمور النسبية والإضافية تجددها وثباتها كوجودها وعدمها تابعان لتجدد ما نسب إليه وثباته فضلا عن نفس النسبة والإضافة كمفهوم الانقضاء والتجدد فهاهنا ثلاثة أشياء تجدد شئ وشئ به التجدد وشئ متجدد والأول معنى حركه والثاني المقولة والثالث الموضوع وكذا خروج الشئ من القوة أو حدوث (2) الشئ لا دفعه معناهما غير معنى الخارج من القوة كذلك أو الحادث وغير الذي به الخروج والحدوث (3) وكما أن في الأبيض أمورا ثلاثة أبيضية وهي معنى نسبي انتزاعي وبياض وشئ ذو بياض فكذلك فيما نحن فيه فالخروج التجددي من القوة إلى الفعل هو معنى حركه و وجودها في الذهن لا بحسب الخارج واما ما به الخروج منها إليه أولا فهي نفس

(١) حاصله ان حركه تجدد الشئ وتجدد الشئ بما هو تجدد الشئ ليس بشئ وهذا كما يقول أهل الاعتبار ان وجود الماهية كونها وتحققها وكون الشئ بما هو كون الشئ ليس بشئ متأصل والا لكان كون نفسه لا كون ذلك الشئ فالحركة بالنسبة إلى ما فيه حركه كالمعنى الحرفي الذي هو آله لحاظ المعنى الأسمى فلا يكون حركه ولا مقدارها أمرا غير قار ولا متجددا فضلا عن أن يكون متجددا بالذات أو بالعرض فقولهم الامر الغير القار والمتجدد هو حركه والزمان مدفوع لأنهما تجدد الامر ومقدار تجدد الامر كالأمر المتجدد س ره (2) وهذا شئ يقول به الحكيم والمتكلم اما الحكيم فيقول ان الحدوث موجود في الذهن لا في الخارج الا بمعنى وجود منشأ انتزاعه واما المتكلم فيقول أبو هاشم من المعتزلة انه حال لا موجود ولا معدوم اما انه ليس بمعدوم فلانه يتصف به الموجود واما انه ليس بموجود فلانه لو كان موجودا لكان اما قديما وهو ظاهر البطلان واما حادثا فللحدوث حدوث آخر ويتسلسل فهو حدوث الشئ الحادث لا شئ حادث فهكذا حركه بخلاف الطبيعة فلها ذات س ره (3) وكما في الموجود الامكاني ماهية ذات وجود ووجود طارد العدم عنها وموجود هي نسبه الماهية إلى الوجود س ره.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست