يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد (1) وقوله وكل إلينا راجعون إلى غير ذلك من الآيات المشيرة إلى ما ذكرناه ومما يشير إلى تجدد الطبائع الجسمانية قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظه حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون وجه الإشارة ان ما وجوده (2) مشابك لعدمه وبقاؤه متضمن لدثوره يجب ان يكون أسباب حفظه وبقائه بعينها أسباب هلاكه وفنائه و لهذا كما أسند الحفظ إلى الرسل أسند التوفي إليهم بلا تفريط في أحدهما وافراط في الأخرى وفي كلمات الأوائل تصريحات وتنبيهات عليه فلقد قال معلم الفلاسفة اليونانية في كتابه المعروف بكتاب اثولوجيا معناه معرفه الربوبية انه لا يمكن ان يكون جرم من الأجرام ثابتا قائما مبسوطا كان أو مركبا إذا كانت القوة النفسانية غير موجودة فيه وذلك أن من طبيعة الجرم السيلان والفناء فلو كان العالم كله جرما لا نفس فيه ولا حياه لبادت الأشياء وهلكت هذه عبارته وهي ناصة على أن الطبيعة الجسمانية عنده جوهر سيال وان الأجسام كلها بائدة زائلة في ذاتها و الأرواح العقلية باقيه كما أشرنا إليه (3) وقال في موضع آخر منه ان كانت النفس
(١١١)