جرما من الأجرام أو من خير الأجسام لكانت متقضية سيالة لا محاله لأنها تسيل سيلانا تصير الأشياء كلها إلى الهيولى فإذا ردت الأشياء كلها إلى الهيولى ولم يكن للهيولي صوره تصورها وهي (1) علتها بطل الكون فبطل العالم إذا كان جرما محضا وهذا محال انتهى وهذا أيضا صريح في تجدد الأجسام كلها وفيه إشارة إلى ما مر سابقا من أن الهيولى شانه العدم فكلما فاضت عليها صوره من المبدء انعدمت فيها ثم أقامها بايراد البدل ومما يدل على ذلك رأى زيتون الأكبر وهو من أعاظم الفلاسفة الإلهيين حيث قال إن الموجودات باقيه داثرة اما بقائها فبتجدد صورها واما دثورها فبدثور الصورة الأولى عند تجدد الأخرى وذكر ان الدثور قد لزم الصورة والهيولي انتهى ما ذكره بنقل الشهرستاني في كتاب الملل والنحل وسننقل أقوال كثير من أساطين الحكماء الدالة على تجدد الأجسام ودثورها و زوالها في مستأنف الكلام إن شاء الله تعالى ولنا أيضا رسالة معموله في حدوث العالم بجميع ما فيه حدوثا زمانيا ومن أراد الاطلاع على ذلك فليرجع إلى تلك الرسالة ومما يؤيد ما ذكرناه قول الشيخ العربي في فصوص الحكم ومن أعجب الامر ان الانسان في الترقي دائما وهو لا يشعر بذلك للطافة (2) الحجاب ورقته وتشابه
(١١٢)