نسخ الكتاب بخبر الواحد لا سيما أن الآية في سورة المائدة وهي آخر سورة نزلت في المدينة.
8 - مسألة الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسألة عصيبة إذ ما سل سيف بين المسلمين مثلما سل في أمر الإمامة، فلنترك هذا البحث إلى ذمة التاريخ والحديث وعلم الكلام.
ويكفيك في ذلك مراجعة كتاب " العقيدة الإسلامية " ففيه من الدلائل المشرقة على أن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منصب تنصيبي لا اختياري ولا انتخابي، وقد قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنصب خليفته تارة في بدء الدعوة، وأخرى في غزوة خيبر حيث شبه عليا بهارون وأثبت له جميع المناصب إلا النبوة، وثالثة عند منصرفه عن حجة الوداع حيث قام في غدير خم بتنصيب علي عليه السلام للخلافة والقيادة بأمر من الله سبحانه الواردة في الآية التالية:
* (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (1) وقد نقل غير واحد من أعلام السنة نزولها في غدير خم.
أنشدك بالله ما هذا الموضوع الذي كان عدم تبليغه بمنزلة عدم تبليغ الرسالة بأجمعها؟! وهل يصح تفسير الآية بإبلاغ الأحكام الشرعية؟ كلا، لا، بل لا بد من تفسيرها بأمر خطير يعد دعامة للإسلام، ورمزا لبقائه وليس هو إلا تعيين الخليفة والوصي من بعده وإن أثار حفيظة الآخرين وقد قال سبحانه: * (والله يعصمك من الناس) *.
وبما أن الموضوع ذو شجون أكتفي بهذا المقدار وألفت نظرك إلى موضوع التقريب ونقول: