بعده ومن وقف على أقوال النبي وأفعاله في حله وترحاله، يجد أن نصوص النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خلافة علي عليه السلام وإمامته متواترة، وإليك البيان:
أ - حديث بدء الدعوة:
أخرج الطبري وغيره أنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * (1) دعا رسول الله عليا، فقال له: يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني حتى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ عسا من اللبن.
فلما جاء القوم وأكلوا وشربوا قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟
قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا (2).
ودلالة الحديث على الخلافة لعلي والوصاية له لا تحتاج إلى بيان، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن النبوة والإمامة كانتا متعاقدتين بعقد واحد تتجليان معا ولا تتخلفان.