الأبدي، وأن كتابه كتاب الله الخالد، وقد أنهى الله إليه كل تشريع فاكتملت بدينه وكتابه الشرائع السماوية التي هي رسالة السماء إلى الأرض قال سبحانه: * (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما) * (1).
صيانة القرآن من التحريف:
القرآن الكريم هو المصدر الأول لدى المسلمين من غير فرق بين الشيعة وأهل السنة، وهو كلام الله ووحيه وقوله وكتابه، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم، وأنه الحق الفصل وما هو بالهزل، وإن الله تبارك وتعالى منزله وحافظه صانه من الزيادة والنقيصة.
وهذه عقيدة كبار المحققين من الشيعة.
قال السيد المرتضى (355 - 436 ه): إن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب وغيرهما ختم القرآن على النبي عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه مجموع مرتب غير مبتور ولا مبثوث (2).
وقد تقدمه في هذا القول (صيانة القرآن من التحريف) مشايخ الشيعة كالفضل بن شاذان (المتوفى 260 ه) والشيخ الصدوق (306 - 381 ه) والشيخ المفيد (336 - 413 ه) وتبعه أيضا الطوسي (385 - 460) والطبرسي (471 - 548 ه) والسيد ابن طاووس (المتوفى 664 ه) إلى غير ذلك من أعلام الأمة إلى يومنا هذا.
وإليك كلمة قيمة للأستاذ الأكبر الإمام الخميني قدس سره في محاضراته حيث