دعاة التفكير في المعارف كان لأهل الحديث صيت واسع في أرجاء العالم الإسلامي، وكانت الأكثرية تبعا لهم، وقد وجد في صفوف المسلمين من نادى بالتفكير وإقامة البرهنة على المعارف وتحليلها على ضوء الدليل العقلي، كل ذلك استلهاما من الذكر الحكيم وخطب الإمام أمير المؤمنين وما آثر من أهل بيته المعصومين.
قال ابن أبي الحديد (1): إن أشرف العلوم هو العلم الإلهي، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، ومعلومه أشرف المعلومات، ومن كلامه عليه السلام اقتبس وعنه نقل، وإليه انتهى. (2) وما ذكره ابن أبي الحديد هو الذي يدعمه تاريخ علم الكلام، فإن المناهج المعروفة في علم الكلام لا تتجاوز عن أربعة وهي:
الأول: الإمامية.
الثاني: المعتزلة.
الثالث: الأشاعرة.
الرابع: الماتريدية.
وهذه المدارس الكلامية على الاختلاف السائد بينها تنتهي جذورها إلى الإمام علي عليه السلام.
أما الإمامية فهم شيعة علي عليه السلام في عامة المجالات، وأما المعتزلة فمؤسسها واصل بن عطاء (80 - 131 ه) وعمرو بن عبيد (80 - 143 ه) وقد أخذ واصل