33. يقول: " يقول بعض الغلاة بأن الله سبحانه يبدو له أحيانا غير الذي أراده فيرجع عن إرادته الأولى إلى الذي بدا له... ولكن الاثني عشرية وإن قالوا بالبداء فهم يفسرونه بمثل ما قال به أهل السنة من قضاء مبرم وقضاء معلق ".
مناقشتنا:
إن مسألة البداء من المسائل التي كان يتحامل بها على الشيعة، وذلك لأن أهل السنة يزعمون أن الشيعة يقولون بمقالة الغلاة (لو صحت النسبة إليهم) ولأجل ذلك ترى أن علماءهم يتحاملون على الشيعة في كتبهم الكلامية والتفسيرية بالبداء، ونحن نشكر الكاتب حيث خطى خطوة مباركة بتفسيره البداء تفسيرا صحيحا.
وقد ورد البداء بهذا المعنى في كتب أهل السنة حتى في صحيح البخاري في حديث الأبرص والأقرع والأعمى حيث ينقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: " بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا الخ " (1).
وواقع البداء هو عبارة عن تغيير المصير بالأعمال الصالحة أو الطالحة. وهو من ضروريات الإسلام والذكر الحكيم.
قال سبحانه: * (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) * (2).
فالقول بالبداء على طرف النقيض مما يزعم به اليهود قائلين: * (يد الله مغلولة غلت أيديهم) * (3) كما أن الكاتب أمعن النظر ووصل إلى ألحق في قضية