شك ثمة فارق واضح وجلي بين الرجل والمرأة من هذه الزاوية وهي أن المرأة جياشة العاطفة ملؤها الحنان والعطف واللطافة ولها روح ظريفة حساسة.
أودعت يد الخلقة ذلك فيها لتنسجم مع المسؤولية الملقاة على عاتقها، كتربية الأطفال التي ترافقها مشاق ومصاعب جمة لا يتحملها الرجل عادة في حين أن الرجل يفقد تلك العواطف الجياشة، لأنه خلق لوظائف أخرى تتطلب لنفسها الغلظة والخشونة لتنسجم مع المسؤوليات التي تقع على عاتقه.
فالعواطف الجياشة من جانب إذا تقارنت مع الغلظة والخشونة تصبح الحياة عندها نغمة متوازنة فتكون طرية ومبتسمة.
إلى هنا تم ما نروم إليه من العنوان الأول.
الثاني: النظر إلى حقوقها في القرآن الكريم حظيت المرأة في الإسلام بحقوق واسعة، قد بحث عنها الفقهاء في كتبهم في أبواب خاصة لا يمكن لنا الإشارة إلى قليل منها فضلا عن كثيرها، وإنما نقتبس بعضها.
نزل القرآن الكريم وكانت المرأة محرومة من أبسط حقوقها حتى ميراثها، بل كانت كالمال تورث للآخرين، وفي هذا الجو المفعم بإهدار حقوقها قال:
* (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا) * (1).
وبذلك كسر الطوق الذي أحاط بالمرأة وحال بينها وبين ميراثها في سورة خاصة باسمها - أعني سورة النساء - وهي في ميراثها تارة تعادل الذكر وأخرى تنقص عنه وثالثة تزيد عليه، حسب المصالح المذكورة في محلها.