شئ يوصي فيه، ص 75 - 76، طبعة مصر، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده).
فبمقارنة هذه الأحاديث بعضها ببعض يعلم أن القائل في الحديث الأول (ما شأنه أهجر، استفهموه) والحديث الثاني (إن رسول الله يهجر) هو القائل في الحديث الثالث الذي صرح مسلم باسمه (إن رسول الله قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن).
ويعلم أيضا أنه عندما كان التعبير مستهجنا كنوا بالقائل، وعندما كان خفيف الوطأة صرحوا باسمه، وإن كان التعبير الثاني (قد غلبه الوجع) نفس التعبير بأنه (هجر) نظير قول القائل: (أنت أو ابن أخت خالتك).
ثم إن هنا سؤالا يطرح نفسه وهو، لما ذا حال الصحابة العدول بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمنيته، ولماذا منعوه من كتابة، كتابه، وما هو السر وراء ذلك؟!
والجواب يفهمه كل من له إلمام بالحوادث الواقعة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعده.
فدع عنك نهبا صيح في حجراته * ولكن حديثا ما حديث الرواحل ثم هل يصح لمسلم واع أن يقول: حسبنا كتاب الله، وهل كتاب الله الأعظم واف بتفاصيل التشريع؟!
هذا قليل من كثير قدمته إليك نزولا عنه رغبتك، وإن كان إثارة هذه المسائل توجب الخدشة في العواطف وتشتت الصفوف، ولكن إصرارك الأكيد دفعني إلى كتابة هذه السطور.
رزقنا الله توحيد الكلمة كما رزقنا كلمة التوحيد جعفر السبحاني مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام