لفظ الرؤوس - نظير قول الشاعر: " جحر ضب خرب " فلفظ " خرب " خبر يجب أن يرفع لكنه صار مجرورا لوقوعه في جوار " ضب " المجرور، وعلى قراءة النصب فهو منصوب لأنه معطوف على " أيديكم " في الجملة المتقدمة.
والتأمل في التفسير يثبت بطلان النظرين.
أما الجر: فالتفسير الصحيح أنه معطوف على الرؤوس، لا الجر بالجوار و ذلك أن الجر بالجوار أمر شاذ في لغة العرب وربما تدعوا الضرورة إلى هذا النوع من الجر، ولا يصح لنا تفسير كلام الله على ضوء تلك القاعدة الشاذة، مضافا إلى أن الجر بالجوار إنما يصح إذا لم يكن هناك التباس كما في البيت إذ من المعلوم أن الخرب وصف لجحر لا لضب. بخلاف الآية فإن الجر بالجوار يوجب الالتباس إذ القارئ يتصور أنه معطوف واقعا على الرؤوس فتكون النتيجة هو المسح عليها مع أن الفرض أنها معطوفة على الأيدي.
وأما قراءة النصب فالإشكال أوضح، فأهل السنة تذهب إلى أنها معطوفة على الأيدي الواردة من الجملة المتقدمة مكان العطف على الرؤوس التي هي بجنب " أرجلكم " وهذا شئ لا يرضى به الخبير بأساليب اللغة العربية فمثلا إذا قال:
أكرمت زيدا وعمرا.
ثم قال:
ضربت بكرا وخالدا.
فهل يخطر ببال أحد أن " خالدا " عطف على " عمرا " بل الجميع يقولون إنه عطف على " بكرا ".
وفي الآية فعلان: أحدهما: * (اغسلوا) * وله مفعولان: الوجوه والأيدي.