إلى التشكيك في القرآن الكريم والسنة النبوية، لأنهما نقلا عن طريق الصحابة رضوان الله عليهم، ومن بعدهم من علماء الأمة بالشروط الشرعية في العدالة، والضبط وما يتصل بهما. وسب الصحابة يشيع للأسف بين عوام الاثني عشرية، ويوجد كذلك في كتب شيوخهم وعلمائهم، وكان ينبغي تنزههم عن ذلك ما داموا يدعون إلى تقارب المذاهب والفرق الإسلامية.
4 - الطعن في القرآن الكريم ودعوى التحريف:
يؤمن جمهور " الاثني عشرية " بالمصحف الذي بين أيدي المسلمين، ويعتقد بعض غلاتهم أن الإمام " عليا " - كرم الله وجهه - والسيدة " فاطمة الزهراء " - رضي الله عنها - كان لهما مصحف يخالف هذا المصحف المتواتر بين المسلمين، ويزعم هؤلاء الغلاة أن الصحابة قاموا بتبديله فأسقطوا كثيرا من السور والآيات التي نزلت في فضائل أهل البيت، ومن جملة ما يدعون إسقاطه ما يسمونه سورة " الولاية "، وادعوا أنه كان فيها: (يا أيها الذين آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى صراط مستقيم... الخ).
وقد يضيفون أحيانا إلى بعض الآيات في السور الموجودة بالمصحف المتواتر عبارات من عندهم ليؤيدوا بها ولاية " علي " - رضي الله عنه - وأبناءه الأئمة، ومن ذلك: (ألم نشرح لك صدرك [بعلي]. ومن يطع الله ورسوله [في ولاية علي والأئمة بعده] فقد فاز فوزا عظيما).
وهؤلاء الغلاة من دعاة التحريف يتواصون بالعمل بما في المصحف الذي بين أيدينا، حتى يخرج " المهدي " ومعه المصحف الكامل في زعمهم.
ولا يخفى أن ما ذهبوا إليه باطل من أساسه، فقد تكفل الله تعالى بحفظ القرآن، فقال: