المقالة الرابعة الحج عمل عبادي، وملتقى سياسي الإمعان والدقة في الآيات الواردة حول الحج ومناسكه وما رويت حوله من النبي الأكرم والعترة الطاهرة من الروايات وما استقرت عليه سيرة المسلمين في القرون الأولى الإسلامية يعرب عن أمرين مهمين، يعرفان ماهية الحج وحقيقته وأهدافه وهما: أن الحج عمل عبادي وفي الوقت نفسه ملتقى سياسي للمسلمين، ويطيب لي أن أذكر كلا الأمرين بعبارات موجزة مستشهدا بآيات الذكر الحكيم، وما أثر في ذلك المجال، والذي يدل على أن الحج عمل عبادي هو:
1 - إن الحج عمل يقصد به الإنسان كسب رضاه سبحانه تلبية لنداء الخليل عليه السلام حيث قام بدعوة الناس إلى الحج الذي أقامه بعد انهيار، وعمره بعد خراب، كما قال سبحانه: * (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق...) * (1).
2 - الحج تذكار وذكر لله سبحانه في كافة مراحله ومواقفه ومراسمه ومشاهده وقد أمر سبحانه في غير واحد من الآيات حجاج بيته أن يذكروه في جميع المواقف، قال سبحانه: * (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين * ثم أفيضوا من