روى البخاري عن عمر بن الخطاب: أن عليا صرخ، يا رسول الله: على ماذا أقاتل، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله. (1) روى الإمام الشافعي عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم عليهم. (2) وروى الإمام الرضا عليه السلام وهو أحد أئمة أهل البيت عن آبائه عن علي عليه السلام، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا حرمت علي دماؤهم وأموالهم. (3) وحدة الشريعة إذا كانت العقيدة بعناصرها الثلاثة هي الركيزة الأولى للوحدة، فوحدة الشريعة عامل آخر لجمع شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم وصفوفهم.
فالمسلمون عامة في مجال العبادة يقيمون شعائرهم الدينية من صلاة وصوم وزكاة وحج وجهاد، فلا تجد مسلما ينكر واحدا من تلك الأمور.
نعم بين المذاهب الفقهية اختلاف في جزئيات المسائل ولكنها شروط وآداب لا تمس بجوهر الإسلام، فالمسلم من يؤمن بالشريعة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقيمها حسب الفقه الذي يقلده، واختلاف العلماء لا يمس جوهر الشريعة لأنه اختلاف سطحي في جزئياتها وخصوصياتها.