أهل القبلة بذنب لأني رأيتهم كلهم يشيرون إلى معبود واحد والإسلام يشملهم ويعمهم. (1) ولقد أحسن الإمام الأشعري حيث أسمى كتابه بمقالات الإسلاميين واختلاف المصلين فأضفى على جميع الطوائف لفظ الإسلاميين وجعل اختلافهم اختلاف أهل القبلة كما يشعر بذلك قوله اختلاف المصلين.
وقال القاضي الإيجي: جمهور المتكلمين والفقهاء على أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة، واستدل على مختاره بقوله: إن المسائل التي اختلف فيها أهل القبلة من كون الله تعالى عالما يعلم أو موجدا لفعل العبد أو غير متحيز ولا في جهة ونحوها لم يبحث النبي عن اعتقاد من حكم بإسلامه فيها ولا الصحابة ولا التابعون، فعلم أن الخطأ فيها ليس قادحا في حقيقة الإسلام. (2) إلى غير ذلك من كلمات لعلمائنا الأبرار تبعا للسنة النبوية المنكرة لتكفير المسلم.
* * * موانع الوحدة قد عرفت عناصر الوحدة وما يمكن أن يجمع به شمل المسلمين، ولكن مع ذلك ثمة عوامل أخرى تعرقل خطى الوحدة، فعلى المعنيين بوحدة المسلمين دراسة عوامل التفرقة ليعالجوها كي لا تكون سدا أمام تلك الأمنية، وإليك دراسة هذه العوامل.