4 - الإرجاء والمرجئة:
إن فكرة إرجاء حكم مرتكب الكبيرة إلى الله سبحانه تعالى، أو إرجاء حكم الصهرين إلى الله سبحانه، حتى لا ينبس فيهما المسلم ببنت شفة، أخذت تنمو حتى تحولت إلى الإباحية التي تنزع التقوى من المسلم وتفتح أمامه أبواب المعاصي، وهو تقديم الإيمان وتأخير العمل، وإن المهم هو الاعتقاد القلبي والعمل ليس شيئا يعتد به، وإن التعذيب إنما يكون على الكفر، وإما التعذيب على اقتراف المعاصي فغير معلوم، وقد اشتهر عنهم قولهم: لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
5 - مسألة القضاء والقدر:
إن مسألة القضاء والقدر وإن كان لها جذور قبل بزوغ نجم الإسلام وبعده، لكنها أخذت لنفسها أهمية خاصة في عصر الأمويين حيث كانوا يبررون استئثارهم وأعمالهم الإجرامية بالقضاء والقدر، فصار ذلك سببا، لوقوع المسألة مثارا للبحث والنقاش بين المفكرين المسلمين.
فالمسألة وإن كانت مطروحة بين المسلمين قبل الأمويين لكنها لم تشكل تيارا فكريا ولا مذهبا كلاميا.
روى الواقدي في مغازيه عن أم الحارث الأنصارية وهي تحدث عن فرار المسلمين يوم حنين قالت: مر بي عمر بن الخطاب (منهزما) فقلت: ما هذا؟ فقال عمر: أمر الله (1).