والأمة مشتق من أم م والمادة تحكي عن القصد والهدف والقيادة والزعامة، وعلى ضوء ذلك فلا يكون المسلمون أمة حتى يكون لهم هدف ومقصد أسنى وقيادة وزعامة حكيمة، فالأمة الواحدة لها رب واحد وكتاب واحد وشريعة واحدة وقيادة وهدف واحد. وهو نيل السعادة الدنيوية والأخروية.
وثمة سؤال يطرح نفسه، ما هي العناصر الكفيلة لتحقيق الوحدة إذ تحققها مع وجود التفرقة والاختلاف أمر متعذر.
هذه العناصر تكمن في التوحيد في العقيدة والشريعة لا في الوطن ولا في الجنس ولا في اللون ولا في اللغة ولا في الطائفية ولا في القومية، والإسلام قد شطب بخط عريض على تلك الأفكار، ولم يعر لها أهمية تذكر بل حذر المسلمين من الانخراط تحت لوائها والانجراف معها، قال سبحانه: * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) * (1).
وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: " إن العربية ليست بأب والد ولكنها لسان ناطق، فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه " (2) فعلى ذلك يجب الإلماع إلى العناصر التي تكمن فيها الوحدة وتبتني عليها أواصر الأخوة.
فالعناصر العقائدية هي:
1 - التوحيد ومراتبه التوحيد - بمعنى الاعتقاد بوجود إله واحد لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العليا، عالم قادر، حي لا يموت، إلى غير ذلك من صفات الجمال والجلال، وليس في صحيفة الوجود خالق، مدبر ومعبود، سواه - من العناصر