وقد تأثر المصريون الجدد بأفكار أحمد أمين، فنرى أن الأستاذ عبد الرحمان الشرقاوي يقول: " إن الشيعة التقطوا كثيرا من أفكار المعتزلة ". (1) الجدل المستمر بين الشيعة والمعتزلة إن من تتبع تاريخ علم الكلام وتاريخ كلام الشيعة يقف على أن المناظرة بين الطائفتين كانت مستمرة ومحتدمة من عصر الإمام الصادق عليه السلام إلى عصر المفيد وتلامذته، كالسيد المرتضى (355 - 436 ه) والشيخ الكراجكي (449 ه) مؤلف كنز الفوائد، والشيخ الطوسي (385 - 460 ه) إلى غير ذلك من أكابر الشيعة فكيف يمكن عد إحدى الطائفتين تبعا للأخرى؟
إن الشيعة والمعتزلة كانا يتصاولان تصاول الفحلين في غير موضع من المجالس وقد حفظ التاريخ قسما من تلك المناظرات بنصها، نذكر منها ما يلي:
مناظرات الشيعة مع المعتزلة:
1 - إن علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم من وجوه متكلمي الشيعة، وكان معاصرا لأبي الهذيل (135 - 235 ه)، والنظام (160 - 231 ه) وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا وقد مضت ترجمته، فقد ناظر أبا الهذيل العلاف مرات عديدة، وضرارا غير مرة. (2) 2 - إن هشام بن الحكم من شيوخ الشيعة في الكلام ناظر ضرارا وغيره. (3)