الفصل السادس الفوارق الفكرية بين الشيعة والمعتزلة إن بين المنهجين الكلاميين مشتركات ومفترقات، وقد تعرفت على قسم من المشتركات، فها نحن نلمح إلى الفوارق بينهما، التي جعلتهما منهجين كلاميين مختلفين لكل ميزة وخصوصية، وإليك رؤوسها على وجه الإجمال:
1 - عينية الصفات مع الذات اتفقت الطائفتان على أن صفاته الذاتية ليست زائدة على الذات، بمعنى أن يكون هناك ذات وصفة وراءها، كما في الممكنات فإن الإنسان له ذات وله علم و قدرة، هذا مما اتفقا عليه، ولكنهما اختلفا في تفسير ذلك، فالشيعة الإمامية ذهبت إلى أن الوجود في مقام الواجب بالغ من الكمال على حد يعد نفس العلم والقدرة، وكون الصفة في الموجودات الإمكانية زائدا على الذات لا يكون دليلا على الضابطة الكلية حتى في مقام الواجب بل الوجود هناك لأجل الكمال المفرط نفس الصفة، ولا مانع في كون العلم في درجة قائما بالذات، وفي أخرى نفس الذات، وما هذا إلا لأن زيادة الوصف على الذات توجب حاجتها إلى شئ وراءها، وهو ينافي وجوب الوجود والغنى المطلق. هذه هي نظرية الشيعة مقرونة بالدليل الإجمالي، وقد اقتفوا في ذلك ما رسمه علي عليه السلام فقال: " وكمال الإخلاص له نفي