وهذه هي العقيدة المشتركة بين الأمة الإسلامية جميعا، كما أن الإيمان بخاتمية الرسول وأنه لا نبي ولا رسول بعده من صميم العقيدة الإسلامية، ومن أنكر الخاتمية وادعى استمرار الوحي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو إمكان ظهور نبي جديد مع شريعة جديدة، فقد خرج عن ربقة الإسلام، لأن ذلك متعارض مع العقيدة الإسلامية قال سبحانه: * (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما) * (1).
3 - الإيمان بالمعاد الإيمان بالمعاد وأن الدنيا قنطرة الآخرة، وليس الموت بمعنى فناء الإنسان من العقائد المشتركة بين المسلمين ويعد أصلا من الأصول التي جاء بها الأنبياء قاطبة، ولولاه لما قام للدين عمود، ولذلك نجد أن القرآن يعطف الإيمان بالمعاد، على الإيمان بالتوحيد، ويقول: * (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم) * (2) وفي آية أخرى: * (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير) * (3).
فهذه الأصول الثلاثة، تشكل حجر الزاوية للعقيدة الإسلامية، ويدور عليها رحى الإيمان والكفر، وقد صب النبي صلى الله عليه وآله وسلم اهتمامه على هذه الأصول وجعلها حدا فاصلا بين الإيمان والكفر، فمن آمن بها فقد دخل في زمرة المسلمين ومن أنكر واحدا منها فقد خرج عن ربقة الإسلام، وها نحن نذكر بعض ما روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المضمار لتعلم من خلالها العناصر الكفيلة بتحقيق الأخوة الإسلامية.