يعرفونه حتى النبي موسى عليه السلام. قال سبحانه: * (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما) *. (1) غاب الإمام الثاني عشر على إثر وفاة أبيه وقد شاع بين الناس على أن المهدي المصلح نجل الإمام العسكري عليه السلام وهو الذي يقوض عروش الجبابرة والطواغيت، فلأجل ذلك لما انتشر نبأ وفاة أبيه تقاطرت لجان التفتيش على بيت الإمام العسكري حتى يعثروا على الوارث الوحيد لإمامته، ولكنهم رجعوا خائبين، فقد حالت مشيئة الله تعالى بينهم وبين ما وعد الله به الأمم في كتب السابقين واللاحقين.
ما عشت أراك الدهر عجبا إن هناك من ينقض ويبرم في أحاديث الإمام المهدي عليه السلام وبالأخص ما يرجع إلى ميلاده وحياته وسفرائه وهو ليس في حل ولا مرتحل، مما يرجع إلى علم الحديث وأصوله وأحكامه وأقسامه. فيا ليت شعري ماذا جرى على عالم الحديث حتى أخذ الصبيان في الكتاتيب يحلون ويعقدون من دون أن يتلمذوا عند عالم أو يتفقهوا عند محقق.
إذا ما فصلت عليا قريش * فلا في العير أنت ولا النفير إلى الله المشتكى من أقلام مأجورة أو أوراق، لا تهدف إلا تكدير الصفو، وتغطية الوقائع المسلمة، وإنكار الأحداث الواضحة وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم، فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى.
نعم إن هذا النوع من الخصوم، يقدم لنا أكبر خدمة وهي استقطاب نظر المحققين إلى الفحص عن الروايات الواردة حول المهدي بشتى عناوينه