المعتزلة فالأشعرية ينتهون بالآخرة (1) إلى أستاذ المعتزلة ومعلمهم، وهو علي بن أبي طالب " (2).
4 - العترة الطاهرة ودورهم في نشوء هذا العلم:
إن العترة الطاهرة وإن أقصيت عن القيادة الإسلامية، إلا أنه أتيحت لهم الفرصة في آخر عهد الأمويين وأوائل حكومة العباسيين، في شرح المعارف وتوضيح الحقائق وتربية رواد الفكر، وإرشاد الحكيم إلى دلائل وبراهين لا يقف عليها إلا الأوحدي من الناس والتلميح إلى نكات عرفانية، لا يدركها إلا العارف المتأله. ففي أدعية الإمام زين العابدين إشارات كلامية وتلميحات عرفانية، كما أن في الأحاديث المروية عن الصادقين والكاظمين كمية هائلة من البحوث الكلامية، والمناظرات العلمية التي أدت إلى نضوج علم الكلام الإسلامي بوجه واضح، وها نحن نذكر احتجاجين قصيرين للإمامين الصادق والرضا عليهما السلام ليكونا نموذجين لما لم نذكره:
مناظرة الإمام الصادق عليه السلام مع أحد القدرية:
روى العياشي: أنه طلب عبد الملك بن مروان من عامله بالمدينة أن يوجه إليه محمد بن علي بن الحسين (الباقر) عليه السلام حتى يناظر رجلا من القدرية وقد أعيا الجميع، فبعث أبو جعفر ولده مكانه، فقدم الشام وتسامع الناس بقدومه لمخاصمة القدرية، فقال عبد الملك لأبي عبد الله: إنه قد أعيانا أمر هذا القدري، فقال الإمام: