فإنه لم يقتلع من نفسي ما يخالجها من حيث النظام الشرعي والعمراني، فماذا نصنع بالولد إن جاء من طريق المتعة وكان أبوه قد سافر بعد انتهاء العقد وجاء الولد بعد هذا السفر. (1) وهذا يعرب عن أن السائل لم يتصور المتعة إلا تمتعا جنسيا بالنساء المطروحات في الطريق مع أن النقض لو صح فهو متوجه إلى الدائم أيضا، فإذا تزوج الرجل بالعقد الدائم ثم طلق وسافر وهي حامل فما تصنع بالولد؟ ثم إن زواج المتعة لا ينتهي بمجرد انتهاء الوقت إلا من جهة الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة، وأما من حيث الولد فإنه يلحق بالأب الذي تزوج أمه موقتا كلحوقه بها، وعلى هذا اتفاق الشيعة جميعا مضافا إلى الشؤون الأخرى كالنفقة عليه للولد إلى الحد المعين وكل ذلك يستلزم وجود الصلة بين الولد والوالد.
8 - غسل الرجلين ومسحها هذه المسألة أوجدت هوة سحيقة بين العلماء وحتى العوام من الطائفتين، وكل يطعن في الآخر، وكأن لأحد الأمرين أساسا اجتهاديا دون الآخر، مع أن لكل طائفتين دليله واجتهاده، وكان ابن عباس يقول: " الوضوء غسلتان ومسحتان إلا أن الناس أبوا إلا الغسل ". (2) 9 - السجود على التربة إن الشيعة تسجد على الأرض أو ما أنبتت إلا ما يؤكل أو يلبس، وعلى ذلك عملهم من عصر الأئمة إلى يومنا هذا، وبما أن من شرائط المسجود عليه الطهارة