الرسالة السابعة الشيعة وعلم الكلام عبر القرون السبعة إن الذي أكد عزمي على الكتابة في هذا الموضوع، ما وقفت عليه في كلام المستشرق " آدم متز " مؤلف كتاب " الحضارة الإسلامية في القرن الرابع " (1)، وقد خص الفصل الخامس من كتابه بالشيعة، ولم يكن عنده من كتبهم إلا مخطوط علل الشرائع للصدوق (306 - 381 ه) وقد عثر عليه في مكتبة برلين، ولم يذكر في هذا الفصل شيئا مهما عن هذه الطائفة سوى المعارضات والفتن التي دارت بين السنة والشيعة في القرن الثالث والرابع في عاصمة الخلافة " بغداد " وغيرها، وقد جمع تلك المعارضات بجد وحماس، وكأنه يريد أن يلخص الشيعة في إثارة الفتنة والفساد، كأنهم لم يلعبوا دورا كبيرا في الدين والأدب، ولم يشاركوا المسلمين في بناء الحضارة الإسلامية، وإن أشار في ثنايا كتابه إلى بعض الشخصيات اللامعة منهم كنصير الدين الطوسي، وليته يقتنع في ترسيم تلك الطائفة بما ذكر، ولم يتهمهم بكونهم تبعا للمعتزلة في الأصول والآراء، وأنه لم يكن لهم في القرن الرابع مذهب كلامي مدون، وإليك نص كلامه:
(٢٥٥)