وهذا يعرب عن أن القوم لم يقفوا على مصطلح الإمامية في البداء وإلا صفقوا على جوازه.
8 - الواسطة بين الوجود والعدم اتفق المفكرون من الفلاسفة والمتكلمين على أنه لا واسطة بين الوجود والعدم كما لا واسطة بين الموجود والعدم، وأن الماهيات قبل وصفها بالوجود معدومات حقيقة غير أن المعتزلة ذهبت إلى أنها في حال العدم غير موجودة ولا معدومة، بل متوسطة بينهما وهذا هو المعروف منهم بالقول بالأحوال.
قال الشيخ المفيد: المعدوم هو المنفي العين، الخارج عن صفة الموجود، ولا أقول: إنه جسم ولا جوهر ولا عرض، ولا شئ على الحقيقة وإن سميته بشئ من هذه الأسماء فإنما تسميه به مجازا، وهذا مذهب جماعة من بغدادية المعتزلة وأصحاب المخلوق [كذا] والبلخي يزعم أنه شئ ولا يسميه بجسم ولا جوهر ولا عرض والجبائي وابنه يزعمان أن المعدوم شئ وجوهر وعرض، والخياط يزعم أنه شئ وعرض وجسم. (1) وبما أن المسألة واضحة جدا لا نحوم حولها.
9 - التفويض في الأفعال ذهبت المعتزلة إلا من شذ كالنجار وأبي الحسن البصري (2) إلى أن أفعال العباد واقعة بقدرتهم وحدها على سبيل الاستقلال بلا إيجاب (3) بل باختيار.