عنه صلى الله عليه وآله وسلم أن عليا قائد وإمام للأمة، ومن أراد الحصول على المزيد من هذه القرائن فليرجع إلى كتاب الغدير القيم (1).
لا يشك من درس مضمون حديث الغدير وما احتف به من القرائن يقف على أن المراد منه هو نصب علي للإمامة والخلافة وهذا هو الذي فهمه الحضور من المهاجرين والأنصار في ذلك المحفل كما فهمه من بلغه النبأ بعد حين، ممن يحتج بقوله في اللغة، وتتابع هذا الفهم فيمن بعدهم من الشعراء ورجال الأدب إلى العصر الحاضر، وهذا هو حسان بن ثابت الذي حضر مشهد الغدير قد استأذن رسول الله أن ينظم الحديث في أبيات منها قوله:
وقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا (2) 17. يقول: " وهذه الآثار لا تدل عند علماء السلف والخلف من أهل السنة على ما ذهبوا إليه من وصية الرسول لعلي بالخلافة من بعده إذ الولاية ترد بمعنى النصرة والمودة والولاء والأخوة لا بمعنى الإمامة والخلافة حتما ".
مناقشتنا:
إنه ورد في الحديث لفظ المولى وليس له إلا معنى واحد وهو الأولى، قال سبحانه: * (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) *. (3) وقد فسر المولى في الآية بمعنى الأولى، وإذا استعمل في مورد الجار وابن العم والعبد وغيرهم فبنفس ذاك الملاك فالجار أولى بأن يحمي الجار، وابن العم