الطائفة الساعية في نظر الأخرى ربما تصرفها ولم تدرك بغيتها. ونحن إنما نؤكد على ذلك، لأن أكثر أصحاب المقالات وكتاب تاريخ العقائد استقوا معلوماتهم عن الطوائف الأخرى من الأفواه دون تحقيق ولا تثبت إلى أن مضى جيل وأجيال على هذه الكتابات فأصبحت حقائق راهنة، وبالتالي اتسع الشقاق وصارت مثارا للمطاعن.
وها نحن نشير إلى بعض هذه المسائل التي نود أن يبحث عنها المؤتمر في المناسبات الآتية بشرط أن تسود الموضوعية عليه، فعندئذ يتخطى المؤتمر كثيرا من العقبات الواقعة في طريق التقريب وهذه المسائل تتراوح بين ما صحت نسبتها إلى الطائفة وبينما افتريت عليهم وهم براء منها براءة يوسف وأخيه من السرقة، وإليك البيان:
1 - البداء القول بالبداء من عقائد الشيعة، وقد رووا عن أئمتهم: ما عبد الله بشئ مثل البداء. (1) وغير خفي على العارف باللغة العربية أن البداء هو الظهور بعد الخفاء، والعلم بعد الجهل، وعند ذاك كيف تصح نسبة البداء إليه سبحانه مع سعة علمه؟
وأنه لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء، ومن المعلوم أن البداء بهذا المعنى باطل بالضرورة - ومع ذلك - فكيف يعد البداء من صميم عقائد تلك الفرقة التي بذلت جهودها في تنزيه الحق عن كل ما لا يليق به؟ ويزيد العطش لدراسة هذه المسألة إذا وقفنا على وجود توصيف الله سبحانه بالبداء في الصحاح.
وقد روى البخاري: عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى