وهذه النصوص - وما أكثرها - تصرح بأن ما تحقن به الدماء وتصان به الأعراض ويدخل به الإنسان في عداد المسلمين ويتخيم بخيمة الإسلام، هو الاعتقاد بتوحيده سبحانه ورسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ما نعبر عنه ببساطة العقيدة وسهولة التكاليف الإسلامية.
إذا عرفت هذين الصنفين من الروايات فاعلم أن الجميع يهدف إلى أمر واحد وهو أن الدخول في الإسلام والدخول تحت مظلته ليس بأمر عسير بل سهل جدا، وليس في الإسلام ما هو معقد في المعارف، ولا معسور في الأحكام، وشتان بين بساطة العقيدة فيه، والتعقيد الموجود في المسيحية من القول بالتثليث وفي الوقت نفسه الاعتقاد بكونه سبحانه إلها واحدا.
وعلى ضوء هذا البحث فالمسلمون في أقطار العالم إخوة بكل طوائفهم تربطهم شهادة التوحيد والرسالة فتحرم دماؤهم ونواميسهم وأموالهم وتحل ذبائحهم، وبالجملة فالكل مسلمون مؤمنون لهم من الأحكام ما للمسلم والمؤمن.
فهذه المنشورات التي تهدف إلى فصل طائفة من المسلمين باتهامهم بالشرك، أوراق ضالة مضلة يضرب بها عرض الجدار ولا يقام لها في سوق الدين قيمة.
اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله.
جعفر السبحاني قم المشرفة تحريرا في 4 جمادى الأولى عام 1416 ه