إرادته سبحانه وأمره عين التوحيد الذي دعا إليه الذكر الحكيم.
ومن أراد أن يفسر التوحيد في الخالقية والتدبير، بسلب الأثر عن كل موجود سواه، فقد خالف القرآن والوجدان الصريح ووقع في متاهات الجبر الذي سيوافيك بطلانه في الفصل الثاني.
تقسيم صفاته إلى ذاتي وفعلي:
إن صفاته سبحانه تنقسم إلى ذاتي قائم بذاته، وفعلي يعد وصفا لفعله، والميزان في تمييز الصفات الذاتية عن الفعلية هو أن القسم الأول لا يقبل السلب والإيجاب، بخلاف الثاني ولذلك لا يصح أن يقال الله يعلم ولا يعلم، أو يقدر ولا يقدر، بخلاف الرزق فيصدق إنه يرزق ولا يرزق ولذلك تعتقد الشيعة بأن من صفاته الفعلية كونه متكلما فالتكلم صفة من صفاته الفعلية بالشرح التالي:
في تكلمه سبحانه:
اتفقت الشيعة على أنه سبحانه متكلم، ولكن التكلم عندهم من صفات الأفعال ويفسر كونه متكلما بأمرين.
الأول: إن كل ما في الكون كلام الله سبحانه، فكما أن الكلمة تعرب عما يقوم في نفس المتكلم من المعاني فكذلك كل ما في الكون يعرب عن حكمته وعلمه وقدرته الواسعة قال سبحانه: * (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) * (1).
قال علي عليه السلام: يقول لمن أراد كونه: " كن فيكون "، لا بصوت يقرع، ولا بنداء