صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو أيوب الأنصاري، وذو الشهادتين خزيمة بن ثابت الأنصاري، وقد انتشر التشيع عن طريق هؤلاء في الحجاز أولا ومنها إلى سائر الأمصار عبر القرون.
إن اختلاف الشيعة مع السنة ليس اختلافا فيما أوحي إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل هو اختلاف في بعض ما روي عنه، والشيعة على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نص على الخليفة بعده في مواقف عديدة، مثل:
أ. حديث الدار بعد أن مضت ثلاث سنوات على بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلفه الله تعالى بأن يبلغ لأبناء عشيرته وقبيلته، وذلك عندما نزل قوله عز وجل: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * (1).
فجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رؤوس بني هاشم وقال: " يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم ".
ولقد كرر النبي صلى الله عليه وآله وسلم العبارة الأخيرة ثلاث مرات، ولم يقم في كل مرة إلا الإمام علي عليه السلام، الذي أعلن عن استعداده لمؤازرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونصرته، وفي المرة الثالثة قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ". (2)