لا بحياة، وسميع لا بسمع، وكذلك سائر ما يسمى من الأسماء التي يسمى بها. (1) يلاحظ عليه: أن نظرية النيابة المشهورة عن المعتزلة، مبنية على تخيل كون الشئ وصفا، ملازم للزيادة دائما، فوقعوا بين المحذورين وتخلصوا بالنيابة، ومن المعلوم أن مرجع النيابة إلى خلو الذات عن الكمال أولا، وكون الذات الفاقدة للعلم، نائبة عن الذات المقرونة بها، أشبه باللغز.
نعم بعض المعتزلة كأبي هذيل العلاف (135 - 235 ه) ذهب إلى نفس ما ذهبت الشيعة إليه، وقد ذكرنا كلامهم في موسوعتنا بحوث في الملل والنحل. (2) 2 - إحباط الأعمال الصالحة بالطالحة الإحباط في عرف المتكلمين عبارة عن بطلان الحسنة، وعدم ترتب ما يتوقع منها عليها، ويقابله التكفير وهو إسقاط السيئة بعدم جريان مقتضاها عليها فهو في المعصية نقيض الإحباط في الطاعة، والمعروف عن الإمامية والأشاعرة هو أنه لا تحابط بين المعاصي والطاعات والثواب والعقاب، والمعروف من المعتزلة هو التحابط (3)، ثم إنهم اختلفوا في كيفيته، فمنهم من قال: إن الإساءة الكثيرة تسقط الحسنات القليلة وتمحوها بالكلية من دون أن يكون لها تأثير في تقليل الإساءة وهو المحكي عن أبي علي الجبائي.
ومنهم من قال: إن الإحسان القليل يسقط بالإساءة الكثيرة ولكنه يقلل في تأثير الإساءة فينقص الإحسان من الإساءة فيجزي العبد بالمقدار الباقي بعد