وأما عند الشيعة الإمامية فهو عبارة عن إسقاط العذاب، قال الشيخ المفيد:
اتفقت الإمامية على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشفع يوم القيامة لجماعة من مرتكبي الكبائر من أمته، وأن أمير المؤمنين عليه السلام يشفع في أصحاب الذنوب من شيعته وأن أئمة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم يشفعون كذلك وينجي الله بشفاعتهم كثيرا من الخاطئين، ووافقهم على شفاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المرجئة سوى ابن شبيب وجماعة من أصحاب الحديث، وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك وزعمت أن شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمطيعين دون العاصين، وأنه لا يشفع في مستحقي العقاب من الخلق أجمعين. (1) 6 - مرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر إن مقترف الكبيرة عند الشيعة والأشاعرة مؤمن فاسق خرج عن طاعة الله.
وهو عند الخوارج، كافر كفر الملة عند جميع فرقهم إلا الأباضية فهو عندهم كافر كفر النعمة، وأما المعتزلة فهو عندهم في منزلة بين المنزلتين قال القاضي: إن صاحب الكبيرة له اسم بين الاسمين، وحكم بين الحكمين لا يكون اسمه اسم الكافر، ولا اسمه اسم المؤمن فلا يكون حكمه، حكم الكافر ولا حكم المؤمن بل يفرد له حكم ثالث، وهذا الحكم الذي ذكرناه هو سبب تلقيب المسألة بالمنزلة بين المنزلتين، قال: صاحب الكبيرة له منزلة تتجاذبها هاتان المنزلتان. (2) وهذا أحد الأصول الخمسة التي عليها يدور رحى الاعتزال ومن أنكر واحدا منها فليس بمعتزلي. (3)