وعمرو عن أبي هاشم بن محمد بن الحنفية، وأخذ أبو هاشم عن أبيه محمد بن الحنفية، وأخذ محمد عن أبيه علي بن أبي طالب. (1) وأما المنهج الأشعري فمؤسسه هو الإمام أبو الحسن الأشعري (260 - 330 ه) فقد اتفقت كلمتهم على أنه خريج مدرسة أبي علي الجبائي (235 - 330 ه) وإمام المعتزلة، وإن عدل عن ذلك المنهج وأسس منهجا معتدلا بين أهل الحديث والاعتزال، ولكنه تبحر في إقامة البرهان والاستدلال على المعارف في منهج الاعتزال، فهو عيال على المعتزلة.
وأما الماتريدية فمشيد أركانها هو الإمام محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي (260 - 333 ه) وقد عاصر الماتريدي الإمام الأشعري و كانا يعملان على صعيد واحد، وكل يكافح الاعتزال، ويدعو إلى منهج متوسط بين المنهجين، ولكن المنهج الماتريدي أقرب إلى الاعتزال من المنهج الأشعري، والمنهج الذي اختاره الماتريدي وأوضح براهينه، هو المنهج الموروث عن أبي حنيفة (80 - 150 ه) في العقائد والكلام والفقه ومبادئه، والتاريخ يحدثنا أن أبا حنيفة كان صاحب حلقة في الكلام قبل تفرغه لعلم الفقه، وقبل اتصاله بحماد بن أبي سليمان، الذي أخذ عنه الفقه.
هؤلاء هم دعاة التفكير في المعارف على اختلاف وجهات نظرهم.
المعطلة خصوم العقل ارتحل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى دار البقاء، وترك شريعة بيضاء، وكتابا هو خزانة المعارف، وأمر الأمة بالتدبر والتفكر فيه دون فرق بين ما يرجع إلى آيات الأحكام، أو قصص الأقوام، والأنبياء، أو المعارف والعقليات، فقال سبحانه: * (كتاب أنزلناه