كتبا موضوعية أم كانت من الكتب المهرجة، غير أنا نرى أن المحققين من الشيعة كالفضل بن شاذان (260 ه) والشيخ الصدوق (306 - 381 ه) والشيخ المفيد (336 - 413) في الرسالة الصاغانية والسيد المرتضى (355 - 436 ه) والشيخ الطوسي (385 - 460 ه) والشيخ الطبرسي (470 - 548 ه) إلى غير ذلك من الأعلام في الأجيال المتأخرة، وهكذا المحدثون الواعون من الشيعة يتبرأون من هذه النسبة، ويصرحون بأن ما بين الدفتين هو كتاب الله العزيز لم ينقص منه شئ وما زاد عليه شئ، وفي الوقت نفسه هناك قسم من المحدثين غير الواعين المعروفين بالأخبارية يرجحون التحريف.
فما هو حق المقال في هذه النسبة؟ هل الشيعة بعامة طبقاتها ذهبوا إلى التحريف أو قسم خاص منهم؟ وإذا أمعنا النظر، رأينا نفس تلك الفكرة في السنة فالمحققون منهم وهم الأكثرية يذهبون إلى نفي التحريف ولكن الحشوية منهم يروجون التحريف يظهر ذلك بالرجوع إلى الصحاح والمسانيد.
فالسنة تطعن على إخوانهم الشيعة بكتاب " فصل الخطاب " للمحدث النوري، وهو يطعنون على إخوانهم السنة بكتاب " الفرقان " الذي كتبه أحد المصريين وصادره الأزهر، ومع ذلك نشرته يد العدوان بين المسلمين.
فما هو الموقف الحق في تلك المسألة للطائفتين؟
5 - رؤية الله سبحانه إن رؤية الله سبحانه من صميم عقائد الأشاعرة وأهل الحديث جميعا حتى أن إنكار جواز الرؤية يلازم الكفر عند بعضهم، وهم يفسرون الرؤية بالرؤية الحسية لا الرؤية بالقلب، وعندئذ يقع السؤال كيف تصح تلك العقيدة مع أنها تستلزم ثبوت الجهة والمقابلة والجسمية له تعالى؟ والقول إنه يرى لا في مكان