وأما استشهاد الإمام على وفاته فلم يكن لأجل اجتماع الغلاة حوله، بل كان ردا لما اشتهر بين الشيعة في ذلك اليوم، أن الإمامة للولد الأكبر وكان إسماعيل أكبر ولده، فلأجل إبطال تلك الفكرة أشهد الإمام عليه السلام على وفاته، ومع ذلك ذهبت ثلة من الشيعة - بعد وفاة الإمام الصادق عليه السلام - إلى إمامة ولده محمد بن إسماعيل.
5 - يقول في حق الإمام الكاظم عليه السلام: " وقد قام بأمر الطائفة في نطاق سياسة أبيه جعفر التي نزعت إلى السلم ".
مناقشتنا:
إن نسبة النزوع إلى السلم إلى الإمام الصادق وولده الكاظم عليهما السلام نسبة خاطئة مستندة إلى النظر إلى ظواهر الأحوال من دون فحص عما كان يقوم به الإمام عليه السلام سرا، فقد كان الإمام الصادق عليه السلام يدعم ثورة زيد وثورات الآخرين التي تلت ثورته.
وكان الإمام الكاظم عليه السلام مساندا لثورة الحسين بن علي الخير (شهيد فخ).
نعم كانت المصالح يومذاك تستدعي كون الحركة ثقافية في الظاهر، ودعم الكفاح المسلح ضد الطغاة سرا لا علانية.
وبذلك يعلم عدم صواب كلامه الآخر، حينما قال: " وكان الشيعة الاثنا عشرية قد اتجهوا وجهة ثقافية روحية بتأثير جعفر الصادق وأعرضوا عن النشاط السياسي إلى حد كبير ".
ولا نعود إلى نقده.