الحوض " فجعل أئمة الشيعة أعدال الكتاب وقرناءه، والشيعة تتمسك بأهداب ولائهم ويروون أقوالهم وأفعالهم كقول نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وفعله وتقريره.
والشيعة تعتمد على ما يحكم به العقل حكما باتا وهذه المصادر الأربعة:
(كتاب الله، وسنة رسوله، وما أجمع عليه المسلمون وما حكم به العقل) هي مدارك الشيعة ومصادر أحكامها ولا تعتمد على الأقيسة والاستحسانات وغيرها من الوجوه الظنية.
كما يجب على من تصدى للإفتاء والقضاء استنفاد وسعه في استنباط الحكم الشرعي من الأدلة المذكورة، ولا يجوز له أن يرتجل الأحكام ارتجالا خارجا عن المصادر المذكورة.
إن باب الاجتهاد عند الشيعة مفتوح على مصراعيه إلى يوم القيامة، ولا يختص بفرد دون فرد أو جمع دون جمع، والشيعة لا تسلب العقول المستنيرة حريتها ولا تلزمها بالرجوع إلى مجتهد خاص، ومن بلغ رتبة الاجتهاد عندهم حرم عليه العمل بالتقليد ولزمه العمل وفق رأيه سواء وافق سائر المذاهب أم خالفها، والشيعة في هذا الجانب تخالف السنة في انسداد باب الاجتهاد بعد الأئمة الأربعة.
بيد أن السنة والشيعة وإن اختلفوا فيما تقدم من الأمور فإنهم لا يختلفون في أصول الأحكام الإسلامية وأمهاتها وهذه الفوارق لا تخرجهما عن كونهما أمة واحدة وذات دين واحد.
الإسلام عند الشيعة شريعة سهلة سمحة تحقق سعادة الإنسان في جميع نواحيه وفي كافة أدوار حياته وفيه مرونة تماشي جميع الأزمنة والأجيال.
دونت الشيعة أصول الإسلام وفروعه وما يرجع إلى المسؤوليات الفردية والاجتماعية وتحملوا في سبيل ذلك جهودا مضنية وقد اضطروا في هذا المضمار (الاجتهاد في الأحكام الفرعية) إلى تأسيس علوم تعد مبادئ له حيث لا يتم