والإمام مفخرة من مفاخر المسلمين على الإطلاق، لا بل الإنسانية جمعاء، وليست الشيعة إلا من تابع الإمام وشايعه في أقواله وأفعاله، وما أطلق لفظ الشيعة على هذه الفئة إلا لمشايعتهم الإمام فيما كان يأخذ ويذر.
فالإمام علي أول الأئمة الاثني عشر، ويليه الحسن بن علي، فالحسين بن علي، فعلي بن الحسين، فمحمد بن علي، فجعفر بن محمد، فموسى بن جعفر، فعلي بن موسى، فمحمد بن علي، فعلي بن محمد، فالحسن بن علي، فمحمد بن الحسن عليهم السلام هؤلاء أئمة الشيعة وقادتهم، نقتبس من أنوارهم، ونهتدي بهداهم، وقد حفظت تواريخهم وآثارهم ودونت أحاديثهم وما روي عنهم.
اتفقت الشيعة على أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة، إما ظاهرا مشهورا أو غائبا مستورا يسلك بالمجتمع طريق المكارم، ويرفع لهم أعلام الهداية، ويربيهم ويرشدهم إلى صراط الحق، وتلكم الحجج في عامة الأدوار تمثل إما في نبي أو وصي نبي، هذا منهج الشيعة تسير عليه في أبحاثها الكلامية، وتبرهن عليه بالوجوه العقلية والنصوص المتضافرة، كما وتعتقد أن الإمام الثاني عشر عليه السلام آخر الأئمة حي يرزق، منحه الله من العمر أطوله، وليس ذلك في عقيدة الشيعة بجديد، فقد قالت جمهرة المسلمين بأن المسيح حي يرزق بعد مرور عشرين قرنا على ميلاده لحد الساعة هذه، وليس على الله بعسير فهو القادر على كل شئ فله أن يمنح عبدا من عباده أي قدر شاء من العمر، فلا قدرة الله متناهية ولا طول العمر محال في نفسه، ولا الأصول المحررة في علم الحياة تعانده وما جاء العلم لحياة البشر بحد لا يتجاوزه.
وقد ادخره الله ليوم يتظاهر فيه الزمان بالجور والعدوان، ويشاع فيه القتل وسفك الدماء والفساد ويحيق بالمجتمع ألوان العذاب والبلاء حتى تضيق بهم الحياة.