4 - إن الخليفة القادر منع الطائفتين عن الكلام عام 408 ه.
يلاحظ عليه: أن الشيعة والمعتزلة يتوافقان في التمسك بالعقل وتحليل العقائد عن طريق الدليل العلمي، ويخالفون الحنابلة والأشاعرة بالجمود على ظواهر النصوص، وكانوا يناظرون القشريين، ولأجل ذلك منعهما الخليفة عن الكلام والجدل، وهذا لا يكون دليلا على اتفاقهما في جميع الأصول سوى الإمامة ، بل الجامع بينهما هو التعويل على العقل في مجال العقيدة.
5 - إن الطريقة التي سار عليها ابن بابويه القمي في كتابه " العلل " تذكرنا بطريقة علماء المعتزلة.
يلاحظ عليه: أن المؤلف وقف على كتاب الصدوق وقوفا عابرا. فإن الصدوق جمع فيه الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله حول علل الأحكام ومصالحها الواردة عن طريق الشرع، وأين ذلك من صنع المعتزلة الذين قاموا بتحليل الأصول الاعتقادية عن طريق العقل وحكموه فيما لا مجال فيه؟ ولأجل ذلك عادوا إلى تأويل كثير من ظواهر الكتاب والسنة التي لا تلائم عقائدهم وأصولهم.
وعلى أية حال، فلنعد إلى كلامه الذي لأجله عقدنا هذا المقال وهو: " إن الشيعة ورثة المعتزلة وإنه لم يكن للشيعة في القرن الرابع مذهب كلامي خاص بهم ".
وقد اغتر بكلامه هذا بعض من تأخر عنه من الكتاب، كأحمد أمين المصري في " فجر الإسلام " وغيره وهو الذي وقف على كتاب " الحضارة الإسلامية " باللغة الألمانية، واختار هذا الكتاب للترجمة وشجع محمد عبد الهادي أبو ريدة على ترجمته. (1)