والنبذ الاجتماعي، ورأى الأطفال يتضاغون جوعا، حتى اقتاتوا ورق الشجر، بل لقد عبر صراحة: عن انه على استعداد لان يخوض حربا طاحنة، تأكل الأخضر واليابس، ولا يسلم محمدا لهم، ولا يمنعه من الدعوة إلى الله، بل هو لا يطلب منه ذلك على الأقل.
وهو الذي يقف ذلك الموقف العظيم من جبابرة قريش وفراعنتها، حينما جاءه النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " - وقد ألقت عليه قريش سلا ناقة - فاخذ رحمه الله السيف، وامر حمزة بان يأخذ السلا، وتوجه إلى القوم، فلما رأوه مقبلا عرفوا الشر في وجهه، ثم أمر حمزة ان يلطخ سبالهم، واحدا واحدا، ففعل. (1) وفي نص آخر: انه نادى قومه، وأمرهم بان يأخذوا سلاحهم؟ فلما رآه المشركون أرادوا التفرق؟ فقال لهم: " ورب البنية، لا يقوم منكم أحد الا جللته بالسيف، ثم وجا أنف من فعل بالنبي ذلك حتى أدماها - وفاعل ذلك هو ابن الزبعرى - وامر بالفرث والدم على لحاهم. (2) وفي الشعب كان يحرس النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بنفسه وينقله من مكان إلى آخر. ويجعل ولده عليا " عليه السلام " في موضع النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، حتى إذا كان أمر أصيب ولده دونه وقد خاطب رحمه الله في هذه المناسبة عليا " عليه السلام " بأبيات معبرة،