ويمكن أن يؤيد ذلك أيضا: بان عمر لم يكن ذا ذهنية علمية، وذلك بدليل: أنه بقي اثنتي عشرة سنة حتى تعلم سورة البقرة، فلما حفظها نحر جزورا (1).
بل لقد ورد أنه لما طلب من حفصة أن تسأل له النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " عن الكلالة، فسألته عنها؟ فأملها عليها؟ في كتب، ثم قال رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ": " عمر أمرك بهذا؟ ما أظنه أن يفهمها " (2).
بل لقد واجهه النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " نفسه بذلك كما رواه كثيرون (3).
إلا أن من الممكن أن يكون عمر قد عاد فتعلم القراءة والكتابة بمشاق ومتاعب جمة، ويمكن أن يستدل على ذلك بأنه - كما روى البخاري - كان يقول: إنه لولا أن يقال: إن عمر قد زاد في كتاب الله لكتب آية الرجم بيده؟! (4).
ومهما يكن من أمر، فإننا لسنا أول من شك في معرفة الخليفة الثاني للقراءة والكتابة، فقد كان هذا الامر موضع نقاش وشك منذ القرن الأول للهجرة، فهذا الزهري يقول: كنا عند عمر بن عبد العزيز وهو والي